ظاهرة العنف المدرسي

www.jawala.info
معضلة اللاإنضباط  في المدارس في وقتنا الحاضر وكذلك يسمى العنف المدرسي وهو من أكبر المشاكل السلوكية عند طلبة الاطوار الثلاثة قبل الطور الجامعي، ويمكن استنباط هذه السلوكات من طريقة عيش هذه الفئة والوسائط الاعلامية المتوفرة في الوقت الراهن التي لا تراعي انها تؤثر تأثيرا كبيرا على سلوكيات هذه الفئة أي فئة الطلاب فهي تدخل وتنشر سمومها وافكارها بدون ترخيص داخل بيوتنا مستهدفة ابنائنا. في الوقت الراهن نجد عمال التربية والتعليم جد متذمرين من العمل مع هذه الفئة من الطلاب ويرغبون في تغيير ميدان عملهم خارج هذا النطاق رغم أنه من أنبل المهن وذلك لما لحقهم من سلوكيات مشينة وغير مهذبة تجاه مدرسيهم ومؤطريهم وأحيانا تعنيف تلاميذ المدارس مع المعلمين سواء داخل الفصول وساحات المدرسة ويمكن أن يطالهم التعنيف خارج اسوار المدرسة أحيانا.

ومع تنامي هذه المعضلة وكذلك خطورتها  على سلوكيات المتمدرسين وجب ايجاد حلول لها في اقرب الآجال من طرف المختصين وخصوصا مختصي علم النفس التربوي وأمام زيادة معدلات العنف المدرسي، ومقارنة بالمشكلات السلوكية الأخرى وانتشار هذه الظاهرة عالميا نجد ان لها عدة عناصر وأسباب منها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وكذلك بيداغوجية
عائدة إلى نظام التعليم ومستوى المعلمين والمؤطرين والبيئة المدرسية إلى جانب الخلفية العائلية للطلبة.
ويقسم العنف إلى نوعين:
عنف جسدي وعنف لفظي و أولهما الإيذاء الجسدي الذي ينجم عنه ضرر جسدي باستخدام الأيدي أو الأدوات الحادة لتحقيق هدف لا يستطيع المعتدي تحقيقه بالحوار، ثانيهما الإيذاء اللفظي، وهو استخدام كلمات وألفاظ نابية تسبب إحراجا عند الطرف الآخر بحيث تؤدي إلى مشاكل نفسية.
والعنف بنوعيه الجسدي واللفظي لا يعدو كونه احد ثلاثة أمور هي:
أولاً: عنف من المعلم تجاه التلميذ
ثانياً: عنف من التلاميذ تجاه المعلمين وهو ما يحدث في المرحلتين المتوسطة والثانوية.
ثالثاً : عنف بين التلاميذ أنفسهم،
وللوقوف على أسباب العنف يتضح أن هناك عدة أسباب منها:
- غياب الرغبة في استكمال المسار الدراسي عند بعض الطلبة وذلك لعدم تمكنهم او عدم قدرتهم على التحصيل العلمي فيلجؤون لهذه السلوكيات لإظهار عدم تحمسهم لإكمال المسار الدراسي.
 -  وكما ذكرنا سابقا يمكن أن يكون مستوى ومردود المدرس منخفضا  مايدعو بالطلبة  للقيام بأمور طائشة بدون تدخل من المدرس الذي ينأى بنفسه، فالقصور التربوي والعلمي الذي يظهر به المعلم يشكل دافعا لديهم نحو الشغب والفوضى بدل الإستماع أو الإصغاء للمعلم.

وعليه فإن بعض الطلبة يشعر بان اليوم الدراسي ممل جدا، ويعلل ذلك بطريقة ومنهجية تقديم الدرس من المدرس على أنها طريقة تقليدية وليست جيدة لفهم الدرس،
-  وتعتبر الأسرة من المصادر الرئيسية لظاهرة العنف المدرسي  إذا كان الأب يعنف أبناءه بالصراخ والضرب فغالبا ما يكون سلوك الابناء نفسه خارج البيت وخاصة في المدرسة.

وعليه فإن هذه الظاهرة لها عدة اسباب وهي قيد الدراسة والكثير من المراجعات في جميع أنحاء العالم وخصوصا الدول المتقدمة على قلة هذه المشاكل عندهم ولكنهم يدرسون الحالات التي تحدث فأسباب العنف قد يتسبب فيها أي شخص قد يكون  التلميذ أو المعلم او الاسرة.
-  وبالنسبة لكيفية القضاء على هذه المشكلة أو الحد منها فيجب على الجميع بداية من الدولة والمدرسة والاسرة بذل جهود وأن تؤدي دورها، إضافة إلى وسائل الإعلام سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة فالدولة مسؤولة عن تقديم المناهج والدراسات الجيدة وتوعية التلميذ بحقوقه وواجباته وتوفير الامن والامان، والمدرس مطالب بمعرفة الاساليب الحديثة في التدريس، والاسرة لابد أن تقوم بدورها في تربية الاطفال .
ولابد لوسائل الأعلام أن تقوم بدورها التوعوي المضاد لما يشاهد التلميذ ويسمع من مظاهر عنف مختلفة عبر وسائل الإعلام كما لابد للجامعات وكليات التربية أن تقوم بدورها للقضاء على هذه الظاهرة سواء من خلال البحوث أو الدراسات ومذكرات التخرج لطلبة المعاهد والجامعات.

هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة ©2016-2017 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy| أنضم ألى فريق التدوين